خلال مرتمر صحافي بمقر السفارة
توتونجي: نُقدِّر للكويت موقفها الداعم لبلادنا
أشاد السفير محمد توتونجي بموقف الكويت الداعم لبلده ضد العدوان الإسرائيلي منوها الى ان بلاده لم تبدأ بالحرب.
اوضح محمد توتونجي خلال مرتمر صحافي بمقر السفارة ان هناك تنسيقاً بين وزارة الخارجية الكويتية ونظيرتها العراقية لاجلاء الكويتيين المتواجدين بإيران وذلك برا. كما تحدث عن تفاصيل أكثر عما يحدث هناك... وإلى تفاصيل الحوار:
- كيف تنظرون إلى الهجمات الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني والتي استهدفت مدنيين وقادة عسكريين كباراً وعلماء ومنشآت إيرانية، بما فيها مراكز مرتبطة بالبرنامج النووي والطاقة؟
- في البداية، أود أن أعرب عن بالغ تقديري وامتناني، باسمي وباسم حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، للمواقف الإيجابية التي عبّر عنها المسؤولون في حكومة دولة الكويت، لاسيما جهود صاحب السمو الشيخ مشعل الاحمد والاتصالات المكثفة لعبدالله اليحيا وزير الخارجية وكذلك الشخصيات والإعلاميين والمواطنين في هذا البلد الشقيق والصديق، في إدانتهم للاعتداءات الوحشية والجبانة التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاصب ضد إيران.
كما شهدتم، أقدم الكيان الإسرائيلي، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، ولأبسط قواعد وأعراف القانون الدولي، على شن عدوان عسكري غير مشروع وهجوم مسلح (Armed Attack) ضد إيران يوم الجمعة الماضي، لقد اعتدى هذا الكيان المحتل والمارق على السيادة الوطنية وسلامة الأراضي الإيرانية، مستهدفاً مواقع عدة من بينها مناطق سكنية في طهران وعدد من المدن الأخرى، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال أبرياء، كما اغتال بشكل ممنهج وبطريقة وحشية وجبانة مجموعة من كبار القادة العسكريين والعلماء والأكاديميين الإيرانيين.
ومن بين الأهداف التي استهدفها الكيان الصهيوني أيضاً المنشآت النووية الإيرانية، التي تعمل تحت إشراف ورقابة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد عرّض هذا الهجوم الطائش حياة المدنيين الإيرانيين للخطر، كما أثار القلق إزاء إمكانية وقوع كارثة إشعاعية، ما يُشكّل تهديداً خطيراً للسلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي (..) إن أي هجوم عسكري متعمد على منشآت نووية خاضعة للرقابة الدولية يُعد انتهاكاً فادحاً للقانون الدولي، ويُضعف بشكل متزايد منظومة عدم الانتشار النووي والنظام العالمي الذي تأسست من أجله الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وما يثير القلق أكثر هو أن الهجمات الصاروخية الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الخاضعة لرقابة الوكالة والبنية التحتية المدنية في إيران وقعت في وقت كانت فيه المفاوضات جارية، والمسارات الدبلوماسية كانت ولا تزال مفتوحة. هذه الهجمات لم تُنفذ لمنع كارثة محتملة، بل كانت تهدف بشكل واضح إلى تقويض المسار الدبلوماسي، وزيادة التوتر، واستفزاز إيران.
- هل تعتبرون هذه الهجمات خطوة خطيرة في مسار التصعيد قد تدفع بالمنطقة نحو مواجهة شاملة؟
- إنّ الهجمات التي شنّها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُعدّ انتهاكاً صارخاً للفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، وعدواناً سافراً على إيران.
والرد على هذا العدوان يُعدّ حقاً قانونياً ومشروعاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقاً للمادة 51 من الميثاق. ودفاع عن النفس (Self Defense) وان جر الحرب إلى المنطقة وتوسيع الاشتباك هو خطأ استراتيجي صهيوني، ودفاعنا هو رد على الاعتداء الذي تعرضنا له (Aggression) وان قرار وقف الحرب هو بيد الدولة المدافعة، وإنّ القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبكامل قدراتها، ستردّ بشكل حازم ومتوازن على هذه الاعتداءات، وسيتواصل هذا الرد بأقصى درجات الحزم والقوة (..) إنّ العواقب الخطيرة والواسعة النطاق المترتبة على هذا العدوان الصهيوني تقع بالكامل على عاتق هذا الكيان وداعميه، وإيران لا تخشى أيّ مواجهة على الإطلاق.
- برأيكم، هل أخفق المجتمع الدولي في إدانة هذه الأعمال التي تُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي؟
- إنّ إدانة الجريمة الشنيعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني السفّاح قاتل الأطفال، تُعدّ واجباً إنسانياً على عاتق كل دولة ملتزمة في الساحة الدولية. ويُنتظر من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، ولا سيما دول المنطقة والدول الإسلامية التي تحمل همّ السلام والأمن الدوليين، أن تُسارع إلى إدانة هذا العدوان الإجرامي فوراً، وأن تتخذ إجراءات عاجلة وجماعية للتصدي لاستمرار هذه المغامرات الخطيرة التي تُعرّض بلا شكّ السلم والأمن العالميين لتهديد غير مسبوق.
- من وجهة نظركم، من المسؤول عن هذه الأزمة (الحرب)؟ وهل تملكون أدلة على تورط أطراف إقليمية أو دولية أخرى في دعم هذه الهجمات؟
- الواقع أنّ المسألة لم تكن يوماً تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. فهذا الملف قد جرى تسويته بشفافية من خلال الاتفاق النووي، حيث قُيّدت الأنشطة النووية الإيرانية وخضعت لرقابة دولية مستمرة؛ وهو الاتفاق ذاته الذي سعى الكيان الصهيوني بكل ما أوتي من قوة إلى تقويضه. إنّ الهدف الحقيقي كان ولا يزال يتمثل في تحويل إيران إلى دولة منهارة، من خلال الضغط الاقتصادي، والعمليات التخريبية السرية، والأنشطة الإرهابية، والاغتيالات المخططة، وأخيراً عبر شنّ حرب صريحة.. لقد اندلعت هذه الحرب لأنّ الكيان الصهيوني وداعميه الغربيين يسعون إلى تدمير كل دولة مستقلة في محيطهم، بهدف تنفيذ أيديولوجيتهم المريضة والتوسعية المسماة بـ الصهيونية.
سواءً عبر العدوان العسكري المباشر أو من خلال النفوذ المتواصل في السياسة الأميركية بواسطة جماعات الضغط المستمرة، فإنّ إسرائيل استهدفت ودمّرت بشكل ممنهج الدول التي رأت فيها عقبة أمام هيمنتها الإقليمية: العراق، ليبيا، سورية، لبنان، وها هي اليوم تستهدف إيران.