۱۴۴۶/۰۲/۰۸ - 11:51

السفیر محمد توتونجی لـجریدة القبس الکویتیة: الکیان المحتل لن یفلت من العقاب

أکد سفیر الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة لدى دولة الکویت، محمد توتونجی، أن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لیست مسؤولة عن التصعید وزیادة التوتر فی المنطقة، بل إن المسؤول عن التوتر فی المنطقة هو کیان الاحتلال الغاصب، بدعم مباشر وغیر مشروط ولا محدود من الحکومة الأمریکیة. وقال السفیر الإیرانی لجریدة القبس الکویتیة: إن ایران لیست بحاجة لتلقی رسالة من أمریکا، مؤکداً أن «إسرائیل لن تفلت من العقاب»، لافتاً إلى أن مجلس الأمن لم یتمکن من القیام بمسؤولیاته القانونیة والدولیة بسبب نفوذ بعض القوى بما فی ذلک أمریکا.

بینما حذر السفیر الإیرانی من أن إیران ستعاقب الکیان المحتل، شدد على أن الرد سیکون «حاسماً وحازماً» فی الزمان والمکان المناسبین، مشیراً الى أن الاحتلال تجرأ بحماقة على التعدی على دولة قویة، مثل الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
وطمأن توتونجی بأن‌هاجس الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة کبح جماح التوتر فی المنطقة، وهی أهم دولة بذلت کل جهودها لوقف آلة الحرب الهمجیة واستعادة الاستقرار فی المنطقة، وإذ تتحدث الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة عن حقها فی معاقبة المعتدی، فإن هذا الإجراء یأتی للمساعدة فی تعزیز الاستقرار والأمن فی المنطقة، وهذا دیدنها.
وأشاد توتونجی بردود الفعل العربیة والدولیة تجاه الأحداث الأخیرة، التی شهدتها المنطقة وإدانتها لجریمة اغتیال اسماعیل هنیة، قائلا: «إن المواقف الواضحة والعاجلة لمنظمة التعاون الإسلامی المکونة من الدول الإسلامیة والعربیة، وکذلک دول المنطقة، فی إدانة جریمة اغتیال رئیس المکتب السیاسی لحرکة حماس، تستحق التقدیر».

تضامن إسلامی
وأصاف: «لقد شهدنا الموقف المتماسک والمنسق للدول الإسلامیة فی ادانة هذا العمل الارهابی للکیان المحتل وارتکاب هذه الجریمة الکبرى، وعلى النقیض من ذلک، لم تقم الولایات المتحدة وبعض الدول الأوروبیة بإدانة هذا العمل الشنیع، بل واصلت دعم النهج المتبع لإسرائیل، ما یدل على أن هذه الدول لا ترید أن ترى السلام والاستقرار فی المنطقة وتسعى الى تکریس انعدام الأمن».
وبینما أکد سفیر إیران أهمیة التنسیق مع الدول العربیة والاقلیمیة لضمان أمن المنطقة، شدد على أن تماسک وتقارب وتآزر الدول الإسلامیة ضروری للتعامل مع وجود الکیان المحتل، الذی یعتبر السبب الرئیسی لانعدام الأمن وعدم الاستقرار فی المنطقة. وفی هذا السیاق، تقع مسؤولیة کبیرة على عاتق الدول الإسلامیة ومنظمة التعاون الإسلامی.
وذکر أنه من المتوقع أن تدعم الدول العربیة والإسلامیة حق إیران الأصیل والمشروع فی الرد القانونی والمناسب على هذا العدوان، لأن تصرفات إیران لیست فقط دفاعاً عن سیادتها وأمنها القومی، بل ایضا للدفاع عن استقرار وأمن المنطقة أجمع.
وعما اذا کانت المنطقة مقبلة على الحرب، ومن المسؤول عن هذا التوتر المتزاید، قال: «إن من واجب ومسؤولیة حکومات دول العالم بأجمعها عدم التزام الصمت إزاء القضیة الفلسطینیة، مؤکداً أن أحد أسوأ مظاهر الغدر والشرور، التی خلفها القرن الماضی، الاحتلال والاستعمار الدموی لهذه الأرض، والتهجیر القسری والإبادة الجماعیة المستمرة للشعب الفلسطینی الباسل.
وأشار إلى أن المأساة المخزیة، التی وقعت خلال الأشهر العشرة الأخیرة فی فلسطین المحتلة، لیست فقط ناجمة عن قسوة وغطرسة کیان محتل عنصری، لکنها أیضاً نتیجة الشعور بإفلات المجرمین من العقاب، وهذا الکیان یرتکز على الدعم اللامحدود من الولایات المتحدة وبعض الدول الغربیة، واللامبالاة المفروضة على المجتمع الدولی، ومن العلامات الواضحة على ذلک عجز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمنظمات الاقلیمیة والدولیة الاخرى، عن اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الإبادة الجماعیة للفلسطینیین.
وأشار: «لا شک أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تَعتبر العصابة الإجرامیة الحاکمة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة مسؤولة عن اغتیال الشهید اسماعیل هنیة، فالعمل الإرهابی الذی قام به الکیان المحتل باغتیال الشهید هنیة، استهدف الاستقرار والامن الاقلیمی والدولی، والسبیل الوحید أمام الکیان المحتل للحفاظ على بقائه واستمراره (من وجهة نظر إسرائیل)، هو إشعال نار الحرب وتوسیع الصراع بین دول المنطقة وبین الفلسطینیین».

الرد الإیرانی.. متى؟
وحول موعد وآلیة الرد الإیرانی المتوقع على اغتیال اسماعیل هنیة، رد توتونجی: «یتولى الجهاز الدبلوماسی للجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة متابعة السیاسات الأساسیة للنظام فی المجال الخارجی، ومن الطبیعی أن تتخذ وزارة الخارجیة فی هذا الإطار التحرکات السیاسیة والقانونیة والدولیة اللازمة بجدیة، ولا ینبغی لأحد أن یشک فی الحق والارادة الحاسمة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی معاقبة المعتدی، وخلق الردع على أساس المبادئ والحقوق الدولیة».

لا خیار سوى الرد
قال السفیر الإیرانی: «فی الوقت الراهن، وفی غیاب أی إجراء مناسب من جانب مجلس الأمن ضد اعتداءات وانتهاکات النظام الإسرائیلی، لیس أمام الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة خیار سوى استخدام حقها الذاتی فی الدفاع المشروع ضد اعتداءات هذا الکیان».

التعزیزات العسکریة الأمریکیة
ورداً على سؤال بخصوص تزاید التحرکات الأمنیة والعسکریة الأمریکیة فی المنطقة بعد الأحداث الأخیرة، أجاب السفیر توتونجی بالقول: «لقد حذرنا مراراً وتکراراً من التداعیات والعواقب السلبیة الخطیرة لشرور الکیان الإسرائیلی المحتل على السلام والأمن الإقلیمیین والدولیین، وعلى الرغم من الإجراءات العدائیة والمتکررة، التی یقوم بها ذلک النظام ضد الرعایا والمصالح والسیادة الوطنیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، ‏فقد بذلنا دائماً أقصى الجهود لمنع تفاقم التوتر والصراع فی المنطقة».
وأضاف: «وبعد الهجوم الإرهابی الجبان، الذی شنّه الکیان المحتل على المقر الدبلوماسی للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی دمشق، أبلغنا مجلس الأمن على الفور بالممارسات غیر القانونیة، التی یقوم بها هذا النظام، وطلبنا من المجلس أن یدین بشدة هذا العمل الإجرامی والإرهابی، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تکرار مثل هذه الجرائم والانتهاکات».

وتابع: «لکن الولایات المتحدة لم تتخذ موقفاً بإدانة هذا الهجوم، بل منعت أیضاً مجلس الأمن من أداء واجبه الأساسی فی الحفاظ على السلام والأمن الدولیین. کما تم منع المجلس من اتخاذ الحد الأدنى من الإجراءات، بإصدار بیان صحافی یدین العمل الوحشی، الذی یقوم به الاحتلال، وبذلک أغلقت جمیع القنوات الدبلوماسیة».

أمریکا مطالبة بالضغط على الکیان المحتل لوقف آلة الدمار
قال توتونجی: «بشکل عام، فإن من واجب الحکومة الأمریکیة ممارسة أقصى الضغوط على الکیان المحتل الغاصب من أجل إیقاف آلة الحرب والدمار، التی یواصلها هذا الکیان، وعدم تزویده بالاسلحة الفتاکة وأسلحة الدمار الشامل».
وجدد تأکیده بأن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لیست مسؤولة عن التصعید وزیادة التوتر فی المنطقة، بل المسؤول عن التوتر فی المنطقة هو الکیان الصهیونی الغاصب، بدعم مباشر وغیر مشروط ولا محدود من الحکومة الأمریکیة.
وأضاف «ان الحکومة الأمریکیة لدیها مسؤولیة واضحة، وعلیها الالتزام بواجباتها على أساس قواعد القانون الدولی، والتوقف عن دعم الکیان المحتل الغاصب، وان تجند إمکانیاتها وقدراتها لردع الکیان الدموی، والحیلولة دون مواصلة أعماله الأجرامیة».

مجلس الأمن
ذکر السفیر الإیرانی أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، إذ تعلن أنها تحتفظ بحقها فی معاقبة المعتدی وخلق الردع، وفی إطار القوانین والأنظمة الدولیة، حمّلت مجلس الأمن المسؤولیة، وأجرت الاتصالات اللازمة، وطلبت عقد جلسة استثنائیة لمجلس الأمن، ولکنها ستولی اهتماماً خاصاً لأمنها الذاتی، وفی ظل تحرّک مجلس الأمن والدول الفاعلة الأخرى، ستتحرک الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بحزم وجدیة لردع ومعاقبة المعتدی وضمان أمنها.

أین المجتمع الدولی؟
ألقى السفیر الإیرانی باللوم على المجتمع الدولی، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وکذلک الدول التی لها نفوذ على النظام الصهیونی، فهم یتحملون مسؤولیة جرائم الحرب، التی ارتکبها الاحتلال الغاصب طوال الأشهر العشرة الماضیة، فضلاً عن الجرائم الإجرامیة الخارجة عن القانون، والسلوکیات الإرهابیة التی ارتکبها الاحتلال الغاصب فی الفترة الأخیرة فی أراضی الدول المستقلة الأخرى الأعضاء فی منظمة الأمم المتحدة.
وزاد: «ومن الواضح أنه خلال هذه الأشهر العشرة الماضیة، لم یتمکن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من القیام بمسؤولیته القانونیة والدولیة، خاصة فیما یتعلق بضمان السلم والأمن الدولیین، بسبب نفوذ بعض القوى، بما فی ذلک الحکومة الأمریکیة».

تفاقم الأزمات
قال السفیر الإیرانی: «إن امریکا وبعض الدول الأوروبیة رفضت حتى اتخاذ أبسط الإجراءت، التی یمکن أن تمنع تفاقم التوتر والأزمات فی المنطقة، ولم تقم حتى بتخفیض کمیة الأسلحة، التی تصدرها الى الکیان العدوانی والمغتصب.

تصاویر

متن دیدگاه
نظرات کاربران
تاکنون نظری ثبت نشده است